Senin, 02 Februari 2015



ذم الغيبة والتجاشش
·        التمهيد
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده ، المبعوث بالدين القويم ، والمنهج المستقيم ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وإماماً للمتقين ، وحجةً على الخلائق أجمعين.
·        الاحاديث المتعلقة باالغيبة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟" بكسر الغين المعجمة قالوا الله ورسوله أعلم قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته" بفتح الموحدة وفتح الهاء من البهتان أخرجه مسلم الحديث كأنه سيق لتفسير الغيبة المذكورة في قوله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ  بَعْضُكُمْ بَعْضاً}.
·       ما هو الغيبة
الغيبة : أن تذكر أخاك من ورائه بما فيه من عيوب يسترها ويسوءه ذكرها.[1]
 ودل الحديث على حقيقة الغيبة قال في النهاية هي أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه.
 قال النووي في الأذكار تبعا للغزالي ذكر المرء بما يكره سواء كان في بدن لشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته او غير ذلك مما يتعلق به ذكر سوء سواء ذكر باللفظ أو بالرمز أو بالإشارة.
 قال النووي: ومن ذلك التعريض في كلام المصنفين كقولهم قال من يدعي العلم أو بعض من ينسب إلى الصلاح أو نحو ذلك مما يفهم السامع المراد به ومنه قولهم عند ذكره الله يعافينا الله يتوب علينا نسأل الله السلامة ونحو ذلك فكل ذلك من الغيبة.
 (وقوله ذكرك) أخاك بما يكره شا لذكره في غيبته وحضرته وإلى هذا ذهب طائفة ويكون الحديث بيانا لمعناها الشرعي وأما معناها لغة فاشتقاقها من الغيب يدل على أنها لا تكون إلا في الغيبة ورجح جماعة أن معناها الشرعي موافق لمعناها اللغوي ورووا في ذلك" حديثا مسندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة" فيكون هذا إن ثبت مخصصا لحديث أبي هريرة وتفاسير العلماء دالة على هذا ففسرها بعضهم بقوله ذكر العيب بظهر الغيب وآخر بقوله هي أن تذكر الإنسان من خلفه بسوء وإن كان فيه نعم ذكر العيب في الوجه حرام لما فيه من الأذى وإن لم يكن غيبة.[2]
 (وفي قوله أخاك) أي أخ الدين دليل على غير المؤمن تجوز غيبته وتقدم الكلام في ذلك قال ابن المنذر في الحديث دليل على أن من ليس بأخ كاليهودي والنصراني وسائر أهل الملل ومن قد أخرجته بدعته عن الإسلام لا غيبة وفي التعبير عنه بالأخ جذب للمغتاب عن غيبته لمن يغتاب لأنه إذا كان أخاه فالأولى الحنو عليه وطي مساويه والتأويل لمعايبه لا نشرها بذكرها وفي قوله بما يكره ما يشعر بأنه إذا كان لا يكره ما يعاب به كأهل الخلاعة والمجون فإنه لا يكون غيبة وتحريم الغيبة معلوم من الشرع ومتفق عليه.
·       الغيبة اهي من الصغائر او الكبائر
 وإنما اختلف العلماء هل هو من الصغائر أو الكبائر فنقل القرطبي الإجماع على أنها من الكبائر واستدل لكبرها بالحديث الثابت" إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام" وذهب الغزالي وصاحب العمدة من الشافعية إلى أنها من الصغائر قال الأوزاعي لم أر من صرح أنها من الصغائر غيرهما وذهب المهدي إلى أنها محتملة بناء على ما لم يقطع بكبره فهو محتمل كما تقوله المعتزلة قال الزركشي والعجب ممن يعد أكل الميتة كبيرة ولا يعد الغيبة كذلك والله أنزلها منزلة أكل لحم الآدمي أي ميتا والأحاديث في التحذير من الغيبة واسعة جدا دالة على شدة تحريمها.
·        باب الغيبة التي يحل لصاحبها الكلام بها
الاحاديث المتعلق به :حدثنا عبد الله ، قال : بلغني عن أحمد بن عمران الأخنسي ، حدثنا سليمان بن حيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : « ثلاثة ليس لهم غيبة : الظالم والفاسق وصاحب البدعة ».[3]
حدثنا عبدالله ذكر يحيى بن أيوب وغيره قالوا : حدثنا أسباط عن أبي رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة : عن جابر و أبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا إن الرجل يزني فيتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه.[4]
واعلم أنه قد استثنى العلماء من الغيبة أمورا ستة
 الأولى التظلم فيجوز أن يقول المظلوم فلان ظلمني وأخذ مالي أو أنه ظالم ولكن إذا كان ذكره لذلك حكاية على من له قدرة على إزالتها أو تخفيفها ودليله قول هند عند شكايتها له صلى الله عليه وسلم من أبي سفيان إنه رجل شحيح.
 الثاني الاستعانة على تغيير المنكر بذكره لمن يظن قدرته على إزالته فيقول فلان فعل كذا في حق من لم يكن مجاهرا بالمعصية.
 الثالث الاستفتاء بأن يقول للمفتي فلان ظلمني بكذا فما طريقي إلى الخلاص عنه ودليله أنه لا يعرف الخلاص عما يحرم عليه إلا بذكر ما وقع منه.
 الرابع التحذير للمسلمين من الاغترار كجرح الرواة والشهود ومن يتصدر للتدريس والإفتاء مع عدم الأهلية ودليله قوله صلى الله عليه وسلم "بئس أخو العشيرة" وقوله صلى الله عليه وسلم: "أما معاوية فصعلوك" وذلك أنها جاءت فاطمة بنت قيس تستأذنه صلى الله عليه وسلم وتستشيره وتذكر أنه خطبها معاوية بن أبي سفيان وخطبها أبو جهم فقال "أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ثم قال انكحي أسامة" الحديث.
الخامس ذكر من جاهر بالفسق أو البدعة كالمكاسين وذوي الولايات الباطلة فيجوز ذكرهم بما يجاهرون به دون غيره وتقدم دليله في حديث اذكروا الفاجر.
السادس التعريف بالشخص بما فيه من العيب كالأعور والأعرج والأعمش ولا يرد به نقصه وغيبته وجمعها ابن أبي شريف في قوله:
الذم ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزلة منكر.[5]
·         تعريف عن التجسس
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم .[6]
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه أتى برجل فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء، نأخذ به حديث حسن صحيح .
رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم
في هذا الحديث : الأمر ( بالصحبة والألفة ) والنهي عن التباغض والتدابر ، وما أمرهم النبى عليه السلام فعليهم العمل به ومانهاهم عنه فعليهم الانتهاء عنه ، غير موسع عليهم مخالفة إلا أن يخبرهم عليه السلام أن مخرج أمره لهم ونهيه على وجه الندب والإرشاد ، وقد تقدم فى باب الحب فى الله قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( والذى نفسى بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولاتؤمنوا حتى تحابوا ) . فذلك أن أمره عليه السلام ونهيه فى هذا الحديث على الوجوب ، وقال أبو الدرداء : ( ألا أخبركم بخير لكم من الصدقة والصيام : صلاح ذات البين ، وإن البغضة هى الحالقة ) لأن فى تباغضهم افتراق كلمتهم وتشتت أمرهم ، وفى ذلك ظهور عدوهم عليهم ودروس دينهم . وفيه : النهى عن الحسد على النعم ، وقد نهى الله عباده المؤمنين عن أن يتمنوا مافضل الله به بعضهم على بعض وأمرهم أن يسألوه من فضله ، وقد أجاز النبى الحسد فى الخير ، وسيأتى هذا المعنى فى كتاب التمنى ، إن شاء الله تعالى . وفيه : النهى عن التجسس وهو البحث عن باطن أمور الناس وأكثر ما يقال ذلك فى السر . وقال ابن الأعرابى وأبو عمرو الشيبانى : الجاسوس : صاحب سر ، والناموس : صاحب سر الخير . وقال سليمان الخطابى : وأما التحسس بالحاء فقد اختلف فى تفسيره فقال بعضهم : هو كالتجسس سواء ، وقرأ الحسن : ولا تحسسوا .
ومنهم من فرق بينهما ، وروى الأوزاعى عن يحى بن أبى كثير أنه قال : التجسس : البحث عن عورات المسلمين ، والتحسس : الاستماع لحديث القوم . وقال أبو عمر : التحسس بالحاء أن تطلبه لنفسك ، وبالجيم أن تكون رسولا لغيرك . وقال صاحب العين : دابرت الرجل : عاديته ، ومنه قولهم جعلته دبر أذنى أى خلفها .[7]
·       الخلاصة
المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا ويشير إلى صدره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وفي رواية: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا وفي رواية: لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا وفي رواية: لا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض رواه مسلم: بكل هذه الروايات، وروى البخاري أكثرها .[8]

المراجع:         سبل السلام محمد بن إسماعيل الأمير الكحلاني الصنعاني
                   شرح رياض الصالحين محمد بن صالح بن محمد العثيمين
                   ذم الغيبة والنميمة لابن الدنيا
                   شرح صحيح البخارى  لابن بطال



[1]  ذم الغيبة والنميمة - (1 / 30)
[2]  سبل السلام - (4 / 192)
[3]  ذم الغيبة والنميمة - (1 / 97)
[4]  الغيبة والنميمة - (1 / 45)
[5]  سبل السلام - (4 / 194)
[6]   شرح رياض الصالحين - (1 / 1834)
[7]   شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (9 / 258)
[8]  شرح رياض الصالحين - (1 / 1836)

0 komentar:

Posting Komentar